ثلاثة أولويات تضمن جني ثمار الرقمنة: تعزيز قدرات الاتصال، واحتضان التطبيقات الرقمية، وتمكين المواهب التقنية

ثلاثة أولويات تضمن جني ثمار الرقمنة: تعزيز قدرات الاتصال، واحتضان التطبيقات الرقمية، وتمكين المواهب التقنية

قياديي قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط يناقشون مستقبل معايير وسياسات الأمن السيبراني في المؤتمر العالمي للجوال شنغهاي 2024

هواوي:

“الأمن السيبراني رياضة جماعية”

“ينبغي أن يعيد العصر الرقمي الذكي التحكم بالبيانات للمستخدم، ويرسي مستويات جديدة لسيادة البيانات”

“ثلاثة أولويات تضمن جني ثمار الرقمنة: تعزيز قدرات الاتصال، واحتضان التطبيقات الرقمية، وتمكين المواهب التقنية”

شانغهاي، الصين؛ 2024 – اختتمت مؤخراً فعاليات المؤتمر العالمي للجوال شنغهاي 2024 الذي تنظمه الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) في إطار جدول سلسلة مؤتمراتها ومعارضها السنوية الأبرز عالمياً في قطاع شبكات اتصالات النقالة. وشهد المؤتمر انعقاد “منتدى سياسات وحوكمة تقنية المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط” الذي ضم طيفاً واسعاً من صانعي القرار وقياديي وخبراء الجهات التنظيمية وشركات الاتصالات وشركاء قطاع الاتصالات في دول المنطقة. وتضمنت مواضيع المنتدى مناقشة مستقبل سياسات القطاع وتطبيق أفضل معاييره وممارساته الناجحة عالمياً، وتبادل الرؤى حول توجهاته الرئيسية، خصوصاً في مجال أمن الفضاء الالكتروني والشبكات وحماية خصوصية المستخدم. كما ضم المنتدى ممثلين عن الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشركة هواوي. وقدم المشاركون عروضاً لأبرز الحالات النموذجية في مجال تطوير أمن الشبكات، وناقشوا خارطة طريق تعزيز أداء شبكات الهاتف المحمول، وسبل رفع مردودها المستقبلي لتطوير أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات خلال المرحلة الحالية من تطور مشهد الحياة الرقمية في دول المنطقة.

وناقش المنتدى الذي أدار نقاشاته جواد عباسي، رئيس الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحت عنوان “تحفيز التعاون في مجال السياسات والمعايير ودعم الابتكارات لمستقبلنا الرقمي”، أهمية التخطيط لسياسات قطاع الاتصالات وتبني أفضل نماذج معاييره الدولية، بما فيها الطيف الترددي وأمن البيانات، وسبل قيام شركات الاتصالات والمؤسسات والهيئات الرقابية والتنظيمية بتعزيز قدرات أمن شبكات الاتصالات المحمولة وتوجيه استراتيجيات إدارة المخاطر. وأبرز ما سلطت عليه نقاشات المنتدى الضوء تعزيز اعتماد نظام ضمان أمن معدات الشبكة (NESAS) وقاعدة معارف الأمن السيبراني لشبكات الهاتف المحمول (MCKB) المقترحين من الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، حيث استعرض عدد من المتحدثين خطط تطبيق سياسات القطاع وأفضل الممارسات، وقدموا أمثلة عن حالات الاستخدام الناجحة على مستوى الصين وعدد آخر من الأسواق العالمية المتقدمة في مجال شبكات الاتصالات.

وركزت كلمة جيف وانغ، رئيس قسم العلاقات العامة والاتصالات في هواوي عالمياً في افتتاح المنتدى على ثلاثة محاور باعتبارها الأهم بالنسبة لجني ثمار الرقمنة وهي تعزيز قدرات الاتصال، والتركيز على احتضان التطبيقات الرقمية، والتعاون في مجال تمكين المواهب الرقمية.

من جهته، قال الدكتور ألويسيوس تشيانغ، كبير مسؤولي الأمن السيبراني لدى هواوي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الذي شارك في نقاشات جلسة الحوار: ” تؤكد الوقائع بأن الاعتماد على الرقمنة ونمو الاقتصاد الرقمي يدعمان نمو اقتصاد الدول. مثال ذلك الاقتصاد الرقمي الذي بات مسؤولاً عن ما يصل إلى 49% من الناتج المحلي الإجمالي للصين. وتتبنى العديد من دول المنطقة هذا النهج، ويجمع عليه المشاركين في كافة المحافل الإقليمية وآخرها المؤتمر الإقليمي الرابع للاتحاد العربي للإنترنت الذي دعم فيه المسؤولين كرئيس الوزراء اللبناني فكرة الاستفادة من الاقتصاد الرقمي لتحفيز نمو الاقتصاد وإعادة ضبطه بما يتناسب مع متطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.

وأضاف ألويسيوس: “لتحقيق أهداف هذا النهج، يجب تبني ثقافة الانفتاح والشفافية والتعاون. فالأمن السيبراني رياضة جماعية. وبالتعاون مع منظمات دولية كالجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول وتبني المعايير التي طرحوها بناء على دراسات ونماذج تطبيق معمقة وعملية أثبتت فاعليتها على أرض الواقع مثل معايير نظام ضمان أمن معدات الشبكة (NESAS) وقاعدة معارف الأمن السيبراني لشبكات الهاتف المحمول (MCKB)، يمكننا ترسيخ أسس أمان شبكات النطاق العريض والجيل الخامس والجيل الخامس المتقدم. وجنباً إلى جنب مع قدرات السحابة والذكاء الاصطناعي المتسارعة النمو، يمكننا معالجة العديد من تحديات الأمن السيبراني للعصر الرقمي الجديد الذي ينبغي أن يعيد التحكم بالبيانات للمستخدم مرة أخرى، ويرسي مستويات جديدة لسيادة البيانات”.

وأجمع المشاركون في جلسة الحوار بأنه في الوقت الذي يتم فيه رسم رحلتنا إلى المستقبل الرقمي، من الضروري أن يحمي الأمن السيبراني ثقة ومرونة الشبكة والفضاء السيبراني والميتافيرس باعتبار أن البيانات هي النفط الجديد الذي يعمل على تحويل أصول المؤسسات إلى رقمية أو افتراضية بشكل متزايد.

يقدم نظام ضمان أمن معدات الشبكة (NESAS) تصوراً متكاملاً عن كيفية تضافر الجهود العالمية في مجال دعم قدرات الأمن السيبراني عبر توفير آلية تقييم موحدة ومحددة بشكل مشترك من قبل الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) ومشروع شراكة الجيل الثالث (3GPP). ويشكل النظام خطاً أمنياً أساسياً تم تطويره وفقاً للإرشادات القياسية الأمنية المتعلقة بتطوير منتجات الموردين ودورة حياتها. ويحظى بأهمية بالغة بالنسبة للمنظمين والمشغلين والموردين على حدٍّ سواء، ويوصى دولياً باستخدامه إلى جانب آليات أخرى لضمان أمن الشبكة على امتداد دورة حياتها.

ويهدف إطار عمل قاعدة معارف الأمن السيبراني لشبكات الهاتف المحمول (MCKB) الذي قدمته الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) كدليل إرشادي للمتخصصين في قطاع شبكات الاتصالات من هيئات تنظيمية ومشغلين من كافة الدول إلى مساعدة كافة الأطراف ذات الصلة بإدارة مخاطر منظومة شبكات الجيل الخامس من خلال توفير رؤىً قيمة حول استراتيجية إدارة المخاطر، وتقديم إرشادات حول أفضل الممارسات وتدابير التخفيف من المخاطر. ويقدم الإطار إرشادات واضحة لاتخاذ إجراءات تدريجية تحقق الضمانة الأمنية المطلوبة وتأخذ في الاعتبار كامل نطاق المخاطر في شبكات الهاتف المحمول. ويهدف الإطار كذلك إلى تعزيز الكفاءات والقدرات الأمنية للهواتف المحمولة، وتعزيز أداء شركات الاتصالات، والمؤسسات، والهيئات الرقابية والتنظيمية.

تطبيق أفضل سياسات ومعايير الأمن السيبراني في دول المنطقة
تعتبر الاستراتيجيات القوية لتطوير شبكات الاتصالات وتقنية المعلومات الوطنية بما يتماشى مع الرؤى الطموحة وخطط تطوير ونمو القطاعات الرئيسية أمراً بالغ الأهمية لدول المنطقة، حيث يستدعي الطلب المتزايد على الخدمات المتقدمة تحديث هذه الشبكات التي تعد حيويةً للمشاريع الطموحة مثل مجتمع “10Gbps” في المملكة العربية السعودية والعديد من مشاريع دعم البنية التحتية وشبكات الفايبر والاتصالات عريضة النطاق الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي وعدد آخر من دول المنطقة. وتشجع السياسات الحكومية الداعمة شركات الاتصالات والمؤسسات على الاستثمار في تحسين البنية التحتية، وتسعى هيئات تنظيم الاتصالات لتبني أفضل السياسات والمعايير والممارسات الدولية الناجحة المثبتة النتائج.

تضمّن المنتدى جلستين ركزتا على تبني تطبيق أفضل السياسات والمعايير والممارسات الناجحة في مجال الأمن السيبراني، حيث استكشفت جلسة “تطبيق سياسات تقنية المعلومات والاتصالات” تخطيط الطيف الترددي لشبكات الجيل الخامس والجيل الخامس المتقدم، وصناديق الخدمة الشاملة، وسياسات تحسين الاتصالات المحمولة في المناطق الريفية، وزيادة تنظيم شبكات الهواتف المحمولة والثابتة لتحسين أسس الاقتصاد الرقمي. كما قدمت الجلسة توصيات لدول عدة – بما في ذلك الإمارات، والسعودية، وباكستان، والعراق – وفقاً لاحتياجاتها الخاصة وإنجازاتها المحققة في هذه المجالات.

ركزت جلسة “الأمن السيبراني”، على بناء نظام إدارة أمن معلومات الاتصالات لإدارة قضايا الأمن السيبراني التي تواجهها شركات الاتصالات اليوم على مستوى العالم. وغطت الجلسة موضوعات رئيسية مثل أدوار ومسؤوليات الأمن السيبراني للاتصالات لمختلف المعنيين بالقطاع، وتطبيق الأمن السيبراني الشامل للاتصالات بالتعاون بين الشركاء، وسبل تعزيز الهيئات التنظيمية للأمن السيبراني للاتصالات. وأكد لين يانكينغ، المستشار الأول لسياسات القطاع والشؤون العامة والحكومية لدى هواوي خلال الجلسة بأن الشركة تعتمد نهجاً استباقياً لتوحيد معايير الأمن السيبراني للاتصالات. وسلط الضوء على تعاون الشركة مع الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومشروع شراكة الجيل الثالث، والمؤسسات والشركات الأمنية في مجال تطوير النظام الإيكولوجي لشبكات الهواتف المحمولة بالشكل الأمثل.

تدعم هواوي بشكل كامل معايير نظام ضمان أمن معدات الشبكة (NESAS) وقاعدة معارف الأمن السيبراني لشبكات الهاتف المحمول (MCKB) من الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول وتلتزم بدعم عملائها على تطبيقهما كونهما يجسدان جوهر التعاون العالمي المطلوب في مواجهة تحديات الأمن السيبراني، خصوصاً خلال المرحلة الحالية من الرقمنة وتعزيز عمل شبكات الجيل الخامس وفائدتها لسائر القطاعات والصناعات الأخرى. وقد شاركت هواوي بصورة فعالة في تطوير العديد من المعايير الدولية للقطاع في إطار تبنيها لنهج التعاون المفتوح في مجال الأمن السيبراني. وكانت معدات هواوي لشبكات الجيل الخامس اللاسلكية والأساسية أول معدات تجتاز نظام ضمان أمن معدات الشبكة.

الجدير بالذكر أن أكثر من 50 دولة حول العالم تستثمر حالياً في شبكات الألياف الضوئية فائقة السرعة والنطاق الترددي العريض (الجيجابت) لمواكبة متطلبات تشغيل التقنيات المستقبلية مثل الواقع المعزز والافتراضي والبث عالي الوضوح. ويعتبر هذا الارتقاء الرقمي ضرورياً لحفز تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات على الصعيد الإقليمي وضمان توفير تجربة مستخدم سلسة ومريحة. ويحتاج المشغلون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحديداً إلى تطوير شبكات الألياف الضوئية الخاصة بهم لضمان تمتع المنازل والمكاتب بالسرعة والاستقرار اللازمين لمواكبة تطورات الحياة الرقمية المتسارعة.